الفوز الساحق على ريال مدريد يوضح لغز ليفربول (قدم)
ليفربول (انجلترا) 11 مارس اذار (خدمة رويترز الرياضية العربية) - حقق فريق ليفربول الانجليزي انتصارا كبيرا على ريال مدريد الاسباني امس الثلاثاء بدوري ابطال اوروبا لكرة القدم وقدم اداء يعد واحدا من ابرز ما قدمه الفريق في تاريخه على الصعيد الاوروبي.
لكن بينما سيحتفل المشجعون بذلك فان كثيرين منهم سيصابون بالحيرة.
وكان ليفربول الذي يدربه رفائيل بنيتز في اوج تألقه باستاد انفيلد وسحق منافسه الاسباني العملاق 4-صفر وقدم اداء هجوميا سريع الايقاع من صافرة البداية وحتى النهاية. وكان بوسع ليفربول تسجيل عشرة اهداف.
لكن بالنظر الى الوراء للمباريات التي تعادل فيها ليفربول بدون اهداف على ارضه مع ستوك سيتي وفولهام وايضا التعادل 2-2 مع هال سيتي بالاضافة للهزيمة المذلة 2-صفر امام ميدلسبره الشهر الماضي فسيوضح ذلك ان الفريق الفائز ببطولة اوروبا خمس مرات رفع الراية البيضاء واستسلم في سباق الفوز بالدوري الانجليزي الممتاز.
ولن ينسى مشجعو ليفربول الذين يتوقون للفوز باللقب المحلي الغائب منذ 1990 هذا المستوى المتدني من الاداء.
والهزيمة امام مانشستر يونايتد يوم السبت المقبل ستبدد الامال الضئيلة لليفربول في انتزاع لقب الدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم.
وبكل وضوح هناك فريقان باسم ليفربول.
فهناك فريق ليفربول تغلب 2-1 على مانشستر يونايتد باستاد انفيلد وفاز 1-صفر خارج ارضه على تشيلسي في الدوري وانتزع الفوز على ريال مدريد باستاد سانتياجو برنابيو واذله امس.
وايضا هناك فريق ليفربول يسقط بسهولة امام الفرق المتواضعة بالدوري الانجليزي الممتاز.
ويتأقلم مانشستر يونايتد الذي يتقدم بفارق سبع نقاط في صدارة الدوري الانجليزي بعد سلسلة من الانتصارات في 11 مباراة متتالية على المتطلبات المختلفة لانتزاع الانتصارات في الدوري ثم التحول في أسلوب اللعب على المستوى الاوروبي بينما يبدل في تشكيلته.
ومن الواضح ان بنيتز لم يجيد الاعتياد على الجزء الأول من هذا اللغز.
وكان القائد ستيفن جيرارد بمثابة الملهم لفريقه امس. وتحرر جيرارد من القيود التي تعيقه في بعض الأحيان واخترق دفاع ريال مدريد بفضل طاقته الكبيرة وحماسته التي تؤثر ايجابا على زملائه.
وشكل المهاجم فرناندو توريس الذي احرز اول اهدافه هذا الموسم بدوري ابطال اوروبا ليقود ليفربول للفوز تهديدا دائما بينما كون من خلفه الثنائي خافيير ماسكيرانو وتشابي الونسو خط وسط صلبا.
لكن مفتاح الفوز كان السرعة التي بدأ بها ليفربول اللقاء. وقال بنيتز للصحفيين "ضغطنا عليهم من البداية. حظينا بثقة كبيرة واستخدمناها في الاتجاه الصحيح. المناخ كان في غاية الايجابية."
وبنيتز ليس من المدربين الذين يلوحون باذرعهم من خارج الخطوط. ونادرا ما يظهر بنيتز انفعالاته حتى في ظل توالي الأهداف مثلما حدث امس.
وبدلا من ذلك يصب بنيتز تركيزه على الجانب الخططي ويجهز فريقه لهدف محدد مثلما هو الحال في المباريات الاوروبية الكبيرة بالأدوار الاقصائية.
وتكمن المشكلة في انه في غياب الأجواء الرائعة باستاد انفيلد التي تظهر في مباريات دوري ابطال اوروبا او في مواجهة احد الفرق الكبيرة بالدوري الانجليزي فان ليفربول يهدأ ولا يكون واثقا هل يلعب بغريزته ام يلتزم بصرامة بتعليمات ما قبل المباراة.
والأمر الذي اصبح واضحا ايضا هو انه عندما يشرك بنيتز اقوى تشكيلة لديه فان ليفربول يكون بوسعه مواجهة اي فريق.
لكن ميل بنيتز لتغيير تشكيلته واشراك اللاعبين بالتناوب يوضح حقيقة ان تشكيلة ليفربول لا زالت تفتقر الى قوة مانشستر يونايتد او تشيلسي.
واذا حافظ توريس وجيرارد على لياقتهما فان أسلوب اللعب الذي يتسم بالحركية والسلاسة في التمرير والسرعة الذي قدمه ليفربول امس من الممكن ان يقود الفريق للفوز بدوري ابطال اوروبا مجددا هذا الموسم.
واذا لم يحدث شيء استثنائي فان نسخة ليفربول الأخرى التي يشوبها التوتر والحذر وغياب الحافز والتي ظهرت كثيرا في الأشهر القليلة الماضية ستتسبب مجددا في تبدد احلام مشجعي النادي في الفوز بالدوري الانجليزي الممتاز.