mostafa el-nagar مدير المنتدى
عدد الرسائل : 428 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 25/02/2009 الهواية : VEDIO GAMES النقاط : 107037 الجنس : . :
| موضوع: الحب من طرف واحد الثلاثاء 24 يناير 2012 - 20:48 | |
|
هو حب بلا أمل.. طريقه مسدود.. مفروش بالأشواك، حب معذب مؤلم يكتوي به قلب العاشق في صمت لأنه لا يقوي علي النطق به، إنه الحب المستحيل لأنه ببساطة حب من طرف واحد!
ولعل من أشهر وأطرف روايات الحب من طرف واحد كانت للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وهي قصة حبه الأول في شرخ شبابه عندما أحب ابنة الجيران التي تقطن في شقة بالعمارة المقابلة له، فاعتاد الجلوس في الشرفة لساعات طويلة متأملا حبيبته من خلف المشربية، وقد غطت رأسها بالإيشارب وراحت في سكون ترمق العالم الخارجي الذي كان محرما علي الفتيات في ذلك الوقت، وتطور الأمر من مجرد اهتمام إلي إعجاب، ثم حب جارف فراح يكتب أشعارا ويدندن بالألحان، ويغني مناجيا طيفها الكائن أمامه من خلف المشربية في شموخ وهدوء وأصبحت لا تفارق خياله وتملأ كيانه، وذات يوم انفتحت النافدة فتطلع في شغف وكله لهفة لرؤية فتاته التي طالما حلم بها.. وكانت المفاجأة التي جعلته لغرابتها ينخرط في ضحك هيستيري.
فالحبيبة كانت عبارة عن «قلة» موضوعة بجوار النافذة ليبرد ماؤها وكانت مغطاة بقطعة قماش!
هذه الحالة هي حب من وحي الخيال كثيرا ما نراها في عالم المراهقين وطلبة المدارس والجامعات. وأن يكون حب من طرف واحد بين الشباب والمراهقين، فهذا كثيرا ما يحدث نظرا للخبطة المشاعر في هذه المرحلة من العمر.
لكن أن يحدث الحب من طرف واحد في ظل الحياة الزوجية، فهذا هو الجحيم بعينه لأنها معاناة مستمرة إلي الأبد وألم يومي يعاني منه الإنسان في كل لحظة.
حالة واقعية ومثال حي لذلك لزوجة أرسلت لي رسالة حزينة تقول فيها إنها متزوجة منذ 10 سنوات، تحب زوجها حبا عنيفا بينما هو لا يبادلها نفس المشاعر لأنه تزوجها زواجا تقليديا يحكمه العقل فقط، والمصيبة أنه يعترف لها بذلك!
وبالتالي كان لا يقوي طوال سنوات زواجه علي النطق بأية كلمة حب لأن قلبه كان مغلقا علي فراغ، فكان يستقبل حبها فقط ولا يقدر علي إرساله لها!
كانت الزوجة تحلم منذ بدء زواجها بأحلام كثيرة وردية ستعيشها مع زوجها، ولكن لم يتحقق لها أي شيء!
بل ما حدث كان عكس ذلك، كان يسهر دائما للفجر مع أصدقائه، ويشغل نفسه طوال اليوم بعمله.
ولم يراع مشاعرها أبدا فتحولت شيئا فشيئا لجسد بلا روح، وتفاقمت حالتها مع الوقت وأصبحت عصبية مكتئبة متوترة دائما، فانقطعت تماما العلاقة الجسدية بينهما .. تنام كثيرا.. لا تفرح.. لا تحزن.. تبلدت مشاعرها.. وغيرها من أعراض وكانت تسألني ما الحل؟!
بالتأكيد فإن الحل صعب مع هذا الزوج لأنه علي الرغم من مرور 10 أعوام علي زواجهما لم يشعر بوجودها أبدا، ولم يحبها، كما اعترف لها، والحب شعور طبيعي تلقائي لا يمكن إجبار أحد عليه إن لم يأت هو وحده، وهناك أسباب كثيرة لعدم حبه لها أعتقد أنه علي رأسها أنه قد يكون أحب في شبابه امرأة لم يستطع الزواج منها لسبب أو لآخر، وظل هذا الحب مكتوما في صدره، ولم يقو علي نسيانه، ولما أراد الزواج تزوج زواجا تقليديا بعقله من أجل تكوين أسرة وإنجاب أطفال، وإذا كان تزوج امرأة «عقلانية» لأصبح الأمر «أهون» من ذلك، لكنه واضح أن تلك الزوجة حساسة ورومانسية لآخر قطرة من دمها، لم تتحمل هذا الجفاء!
وهي تعاني من أعراض اكتئاب وطلبت منها ضرورة وسرعة التوجه إلي عيادة نفسية لطلب المشورة والمساعدة!
زوجة ثانية في بداية الأربعين من عمرها متزوجة ولها ولد وبنت، تزوجت زواجا تقليديا وعاشت حياة روتينية، ولكن بعد أن تعدت الأربعين بدأت تشعر أن جمالها يزول، وشعرت بفراغ كبير فهي لا تعمل وانشغل عنها الأبناء، وانشغل عنها الزوج بعمله وأصدقائه، فشعرت بفراغ عاطفي.
وفي إحدي الحفلات الاجتماعية تعرفت عليه رجل مطلق، وأحبته لوسامته وثقافته. وأيضا لاهتمامه بها، تقابلا مرات عديدة في مناسبات كثيرة أحبته بعنف، بينما هو لم ينقلب إعجابه بها إلي حب، وكانت تعرف أنها تحب حبا مستحيلا، ومن طرف واحد، ومع ذلك لم تستطع كبح مشاعرها وراحت تعيش معه قصة حب جميلة، لكن في الأحلام والخيال فقط، فكرت أكثر من مرة في مصارحته بحبها، لكنها خافت من صدها أو اعتبارها زوجة رخيصة خائنة وبلا كرامة! رأي الطب النفسي في الحب من طرف واحد
يؤكد الخبراء النفسيون علي وجود هذا النوع من الحب وينتشر بين كل الفئات والأعمار، ويجعل الإنسان يشعر بالحب والألم في آن واحد، ويعلم الشخص أن طريقه مسدود، لكنه يظل عنده أمل في أن يشعر به الطرف الثاني يوما ما!
تحدث معاناة نفسية شديدة لهؤلاء وتصل إلي حد الاكتئاب وهم محتاجون بالطبع لعلاج نفسي ليعرفوا أن الإنسان يجب أن يكون قويا وعنده إرادة ليدرك الواقع بصورة منطقية ويجعل عقله يتغلب علي الموقف ويحجم مشاعره لأن الانسياق وراء المشاعر بدون تفكير في غياب العقل يعتبر مسألة غاية في الخطورة قد تهدم إنسانا أو أسرة بأكملها!
| |
|